التربية والأدب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأدب : هو رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل.

ويدخل فيه الأدب مع الله تعالى، ومع أنبيائه، والقرآن، والعلم، والعلماء، والمشايخ، والأصحاب، والأزواج، والأولاد، والتلامذة، وسائر الفقراء والمساكين.

ومن جمع محاسن من الأدب .. فقد حاز حظاً من الوراثة لَه r القائل : (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) . وكان r خلقه القرآن .

فينبغي على الوالدين تربية الأولاد وتأديبهم لأنهم أمانة عندهم ، وقلوبهم تقبل تأديبهم ، فقلب الطفل جوهرة نفيسة ، وهو طاهر قابل لكل نقش وصورة ، فإن عوّده الخير وعلّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ، وشاركه في ثوابه أبواه وكل من علّمه وأدبه . وإن عوّد الشر ، وأهمله إهمال البهائم .. شقي وهلك ، وكان الوزر في رقبة القيّم به والولي عليه .

فكما أن الأب يصون ولده من نار الدنيا .. فبأن يصونه من نار الآخرة أولى .

ولله در القائل:

وإنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرضِ

لو هبت الريح على بعضهم

لامتنعت عينيّ من الغمض

فصيانة الأب لولده .. بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق .

فأول ما يبدأ من أمور الصبي : الحَضانة ، وهي: شرعاً : تربية من لا يستقل إلى التمييز . فالحاضن مؤتمن على الصبي ، لذا شرط فيه شروط تقتضي المروءة والشفقة والصيانة.. كالعفة والحرية وغيرهما؛ ليدفع عنه كل ما يضره، ويحرص لَه على كل ما ينفعه ويرفعه ويصلحه .

فيراقبه في أول عمره .

ففي إرضاعه يتحرى لذلك المرأة الصالحة التي تأكل الحلال ـ وإن كان نادراً حصول الرضاعة في هذا الزمان ـ فاللبن الحاصل من الحرام إذا وقع نشوء الصبي منه .. انعجنت طينته من الخبيث ، فيميل طبعه إلى الخبائث .

وقد ابتليت اليوم بعض المجتمعات الإسلامية باستقدام حاضنات أجنبيات لا يعرفن شيئاً من هذه الشروط والآداب، بل إن بعضهن غير مسلمات وقد حَدَثَ ـ كما حُدّثت بذلك ـ أن حاضنة كانت تمارس طقوسها الدينية في غياب الأبوين، والصبي يشاهدها فصار يقلدها ويحاكيها في حركاتها ولم يعلم بذلك الأبوان إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس .. وقد كبر الصبي ونشأ على ذلك .

فنسأل الله تعالى السلامة والعافية وأن يوقظ الآباء والأمهات من المسلمين والمسلمات، من نومة الغفلة والتقصير في تربية البنين والبنات ، فكما يقولون : [ كُلْ ما شئتَ .. فمثله تعمل، واصحَبْ من شئتَ .. فمثله تكون ] .

فالأم مدرسة إذا أعددتَها أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

شكرا خيوووووووو